الرئيسية / مقالات / طارق الصاوى – يكتب : لمذا لم يقتل سيف الله “خالد بن الوليد” فى ساحة المعركة

طارق الصاوى – يكتب : لمذا لم يقتل سيف الله “خالد بن الوليد” فى ساحة المعركة

طارق الصاوى

—————- طارق الصاوى —————–

يعد من العجب ان اقوى قادة وفرسان العرب على مر تاريخها لا يقتل فى إحدى المعارك كمن سبقوه من ابطال وقادة العرب حتى فى الجاهلية ، مثل عنترة العبسى وسلامة الهلالي وغيرهم ، و يعرف انه ما من قائد او بطل فى التاريخ الإسلامى يقود الجيوش إلا ويكون جل أمله ان يلقى الله شهيدا فى إحدى المعارك فتنتهى حياته الدنيا بالشهادة فى سبيل الله ، فلمذا لم تنتهى قصة سيف الله “خالد” على هذا النحو .

تُوفّي خالد بن الوليد – رضي الله عنه – في خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه ، و قُبضت روحه وهو على فراشه بعد صراعه مع مرض أصابه ، وكان ذلك في العام الواحد والعشرين للهجرة ، وقد بلغ من العمر ستين عاماً ، وحين جاءه الموت حزن أنّه لم يمت في الجهاد، وقد قال وهو على فراش الموت “لقد شهدت مئة زحف أو زهائها ، وما في بدني موضع شبر ، إلا وفيه ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء” ، ومن اقواله – “لقد طلبتُ القتل في مظانه ، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتُّها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني، ننتظر الصبح، حتى نغير على الكفار “، ثم قال: “إذا أنا مت، فانظروا سلاحي وفرسي، فاجعلوها عدة في سبيل الله عز وجل”.

و أرى فى ذلك أن الله أكرم ” سيف الله ” خالد بن الوليد ، بأن لا يمنح وساما بطوليا لأحد من اعداء الإسلام بقتل خالد فى ساحة القتال فتنهتى سيرته الأسطورية و بطولته الواقعية التى تؤكد انه القائد الوحيد الذى لم يهزم فى معركة واحدة قادها طيلة حياته ، حتى حين شاءت الأقدار ان يتولى قيادة جيش المسلمين لأول مرة يوم مؤتة ، أدهش جيش الكفار ثم انسحب فى ظلمة الليل لتأكده ان جيشه لو استمر فى الحرب سوف يهزم و يباد عن ٱخره ، فلما عاد بالجيش قال المسلمون لا مرحبا بالفرار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هم الكرار إن شاء الله ” و يومها لقب رسول الله خالدا بسيف الله المسلول ، ولم يزل بعد ذلك خالد بن الوليد ، يقود جيوش المسلمين ويدك حصون الروم حتى اسقط دولتهم ، ودان حكمها للعرب والمسلمين . ولم ينكسر سيف الله على يد إحد من أعداء الله .

لقد خلد التاريخ ذكر ” ابى محجن الثقفى ” لقتله ” رستم ” قائد جيوش الفرس و حامى حضارتها ، يوم القادسية فى ساحة القتال ، ولم يرى التاريخ قائدا للجيوش مثل ” رستم وخالد ” ، وقد كان يعد لرستم مايقارب الف قتيل بسيفه فى المعركة الواحدة ، فقتل فى معركة القادسية على يد جندى مسلم إسمه ابو محجن الثقفي أو هلال بن علقمة التيمى ، وكان أبو محجن هو المخالف والعاصى الوحيد فى جيش المسلمين ، إذ كان يشرب الخمر ويتغنى بها ، وكان سعد بن ابى وقاص قائد الجيش يضربه حدا ويحبسه موثوقا فى قلعة كان يعسكر عندها ، فألح ابو محجن على النساء ان يفككن وثاقه ليجاهد فى سبيل الله ليلقى الله شهيدا فيغفر له ، فلما فعلن سرق البلقاء فرسة سعد إذ كان سعدا مصابا فى ساقه بداء يعوقه عن القتال وكان يدير المعركة وهو مبطوحا على اسوار القلعة وينظر إلى هذا الملثم فى ساحة القتال قائلا ” الطفر طفر البلقاء والظفر ظفر أبى محجن ، والله لولا ان ابا محجن مسجونا لقت انك هو .. فلما قتل ابو محجن ” رستم ” أزال اللثام عن وجه وصرخ فى ساحة القتال ( قتلت رستم . قتلت رستم ورب الكبة ) ففر جنود الفرس من ساحة القتال ، و خلد تاريخ الإسلام ذكر هذا الرجل الذى اقسم بعدها الا يفعل معصيته ابدا ، واما إذا كان هلال بن علقمة فقد كان من الصحابة الكرام .

فلو تمكن أحد من أعداء الإسلام من قتل خالد بن الوليد ، فلا يكون الأمر فقط هو كسر سيف الله المسلول على يد واحد من أعداءه ، بل سيكون ايضا تكريما لقاتله بين اعداء الله ولو كان لظل إسم قاتل خالد يتردد فى دول الغرب الى يومنا هذا ولسميت بسمه مدن ودول ، ولوضعوا يوما يحتفلون فيه بهذا الفعل وهذا الشخص الذى تمكن من قتل بن الوليد فى ساحة القتال ، وأنهى هذا الرعب الذى كانوا يعجزون عن نزاله ومواجهته فى ساحات القتال .
فكان موت خالد على فراشه تكريما له ومنعا لتكريم عدوه بقتله وله اجر كبار شهداء الإسلام بإذن الله تعالى .
فعَنْ سهل بن حُنَيْفٍ رضى الله عنه أنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ. ” رواه مسلم. “

عن tarek

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخير والشر ..

بقلم .. محمد عبد العزيز سويلم جعل الله سبحانه و تعالى الحياة ...