كتب : آية حمدي

يعتبر متحف إندونيسيا الوطني أو ما يعرف باسم متحف الفيل من أهم عوامل الجذب السياحي، فضلا عن تميزه بوجود تمثال من البرونز على هيئة فيل أمام مبنى المتحف، وهذا التمثال أعطاه ملك تايلاند “شولا لونغورن”. كهدية للمتحف أثناء افتتاحه رسمياً عام 1871، ولذلك يطلق عليه متحف الفيل.
جاءت ولادة هذا المتحف من التأثير بعصر النهضة في أوروبا والتي تعود إلى القرن 18.
بدأ تأسيس هذا المتحف بإنشاء الحكومة الهولندية لجمعية الفنون والعلوم عام 24 أبريل 1778، وشعارها هو ” Ten Nutte Van het Algemeen (لصالح الجميع).
تهدف هذه الجمعية إلى تطوير البحث في الفنون والعلوم وعلى وجه التحديد (علم الإحياء، الآثار، الأدب، التاريخ، الفيزياء).
يتألف المبني الأول للمتحف من منزل يقع بشارع كاليبيسار في منطقة تجارية بجاكارتا، ومالكه يدعي” JCM Radermacher”،
والذي تبرع للمتحف بالعديد من القطع الثقافية والكتب المملوكة له، وتعد هذه الخطوة بداية لتأسيس المتحف والمكتبة.
أمر “رافلز” أحد مسؤولي شركة الهند الشرقية أثناء وقوع جاوة تحت الحكم الانجليزي عام 1812 ببناء مبنى جديد ليصبح متحف وقاعة اجتماعات للجمعية الأدبية والتي كانت تسمى سابقا (Societeit de Harmonie).وكان يقع في 3 شارع ماجاباهيت.
قررت حكومة جزر الهند الشرقية عام 1862 إعادة بناء مبنى جديد وتم الانتهاء من بنائه عام 1868، وتم تشييده في نفس مكان الموقع الحالي للمتحف الوطني في 12 شارع ميدان ميرديكا الغربية، والذي كان يسمى باسم koningsplein West.
تغير اسم المتحف بعد الاستقلال تحديداً في 26 يناير عام 1950 من اسم koninklijk Bataviaasch Genootschap van kunsten en Wetenschappen إلى جمعية الثقافة الإندونيسية، وذلك ليناسب ظروف المرحلة الراهنة ويعكس شعارها الجديد لتطوير العلوم الثقافية المثمرة والمفيدة لزيادة المعرفة عن الأرخبيل الإندونيسي والدول المحيطة به،
شهد المتحف تغييرات عدة في مساره بعد عام 1950، ليكون أولها في 17 سبتمبر 1962 حيث سلمت جمعية الثقافة الإندونيسية إدارة المتحف للحكومة الإندونيسية والتي قامت بتغيير اسمه ليصبح المتحف المركزي، وفي 28 مايو 1979 تحول إلى اسم المتحف الوطني، وذلك بناءاً على قرار رقم 1979 /092/0 صدر من وزير التعليم والثقافة، ومنذ ذلك الحين والمتحف يقع تحت رعاية وزارة التعليم والثقافة والبحث والتكنولوجيا.
رؤية المتحف
تكمن رؤية المتحف القومي في تجسيده كمركز معلوماتي ثقافي وسياحي قادر على تثقيف الشعب وتعزيز الانتماء الحضاري والاعتزاز بالثقافة الوطنية، وترسيخ الوحدة والصداقة بين الدول.
وفي هذا الإطار يتضح لنا أن المتحف الوطني يعمل كمركز للدراسات العلمية المعرفية للمواطنين الإندونيسيين الذين يرغبون معرفة واستكشاف حضارة بلادهم في الماضي، علاوة على كونه مزارا سياحيا وترفيهيا يوفر البهجة للزوار.
مقتنيات المتحف الوطني
يملك المتحف حتى الآن مقتنيات عدة حوالي 160 ألف قطعة تاريخية، وتنقسم إلى عدة مجموعات مختلفة كما يلي:
أولا مجموعة ما قبل التاريخ: مثل الفخار، البلطة الحجرية، الأدوات المصنوعة من العظام، القرون، الصدف، والأواني والفؤوس التي تستخدم في الاحتفالات، النيكارا (وهي مثل الطبلة ومصنوعة من البرونز)، والخرز المصنوع من الزجاج.
ثانيا المجموعة الآثرية: وتتكون من تماثيل مختلفة للآلهة الهندوسية، البوذية، وتماثيل للتجسيد والحيوانات، وأدوات الحلى والمجوهرات، وأدوات المعيشة، وبقايا مبان، وأدوات موسيقية، وعملات ونقوش وغيره.
ثالثاً المجموعة المتعلقة بالعملات والمال والأوراق النقدية والرموز والأشياء ذات الصلة.
رابعاً المجموعة الجغرافية: وتتنوع من خرائط عديدة منها التنوع الثقافي لإندونيسيا، خرائط عن العالم القديم من القرن 16 إلى القرن 19 الميلادي، وخرائط لإندونيسيا من القرن 16 الميلادي، وخرائط عن تطور مدينة باتافيا من القرن 16 حتى القرن 17 الميلادي، وأخرى عن مدينة بانتين القديمة منذ عام 1670.
علاوة على ذلك توجد مجموعات متنوعة من اللوحات لرسامين مثل “رادين صالح،” “أفندي” ، و”باسوكي عبدالله” وغيره، بالإضافة لمجموعة من أدوات الحياة اليومية مثل (الأطباق- الأواني- الزجاجات-الأباريق- وجرارات صينية مصنوعة من الخزف.
الجدير بالذكر أن وجود هذا المتحف يرجع إلى فترة احتلال جزر الهند الشرقية الهولندية لإندونيسيا، ولكن بعد استقلالها انتقلت إدارة المتحف للحكومة الإندونيسية ويقع تحت مظلتها حتى الآن.