إبراهيم الحبشي
الضمير مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تسيطر أو تتحكم في أعمال الشخص وأفكاره، وهو يشمل الإحساس الداخلي بكل ما هو صحيح أو خاطئ في سلوك الشخص أو دوافعه، وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصّحيح، وهو إحساس أخلاقي داخلي عند الإنسان، تُبنى عليه تصرفاته، ويحدد الضمير درجة نزاهة وأمانة الإنسان، وشعوره بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره.
ويتشكل الضمير عند الإنسان من خلال القيم الموجودة على مدار التاريخ البشري، مثل الصواب والخطأ، والخير والشر، والعدل والظلم، ويمكن لهذه القيم أن تتشكل من خلال بيئة الإنسان التي يعيش بها؛ حيث يتأثر ضمير الإنسان بالبيئة الثقافية، والسياسية، والاقتصادية التي يعيش بها، وكلما اقترب داخل الإنسان من الضمير أصبح لديه تصوراً أعلى لهذه المفاهيم، ويحدد الضمير درجة نزاهة الفرد، وهو أعلى سلطة في الفرد؛ فهو يقيّم المعلومات التي يتلقاها الإنسان، ثم يحدد طبيعة التصرف إن كان خيراً أو شرًأ. وكثيرًا ما يتم الخلط بين المصطلحين الضمير والإدراك، والتي يساء فهمها من قبل العديد من النّاس؛ فالإدراك هو وظيفة من وظائف العقل؛ حيث يتلقى العقل المعلومات ويعالجها، ثم يخزنها أو يرفضها ويتم ذلك بمساعدة عدة عناصر، هي الحواس الخمسة، وقدرة العقل على التفكير، والذاكرة، والخيال، والعاطفة؛ حيث تنقل الحواس الخمس المعلومات إلى العقل، والذي يحكّم هذه المعلومات بدوره، ويعالجها من قبل الخيال والعاطفة، لتخزن الذاكرة هذه المعلومات أو تمسحها، ونعرف أنّه كلما زادت المعلومات التي تمكن الإنسان من جمعها ومعالجتها أصبح الإدراك والوعي لديه أكبر،
ويختلف الإدرك عن الضمير في آلية عمله؛ حيث تعد آلية عمل الإدراك معقدة جداً مقارنة مع آلية عمل الضمير والتي هي أبسط بكثير، وقد تم اختبار الإدراك في جوانب عديدة مثل: الفلسفة، والطب النفسي، والفسيولوجيا، والمرونة العصبية، إلّا أنّ جانباً كبيراً من الضمير لا يزال مجهولاً حتى وقتنا هذا.